- اهمية الاسم الجغرافي:
قيم الأسماء الجغرافية
غالباً ما تصاغ الأسماء الجغرافية عن طريق وصف جوانب محددة للمواقع المحلية أو المعالم، وتوفر بالتالي معلومات عن الظروف الطبيعية والثقافية التي كانت موجودة عند صوغها وهي تشكل عنصراً مهماً لتاريخ الأماكن، ويعكس الرصيد العالمي من الأسماء الجغرافية تاريخ الحضارة على مدى آلاف السنيين ويمكن النظر إليها على أنها انعكاس للتفاعل بين الإنسان والطبيعة عبر فترات الزمن.
كما أن الأسماء الجغرافية جزء هام من بيئتنا الجغرافية والثقافية ومنها تعرف الكيانات الجغرافية بأنواعها المختلفة وتمثل قيماً ثقافية لا تعوض، ولها أهمية حيوية بالنسبة لشعور الناس بالانتماء، ولذلك فإن للأسماء الجغرافية فائدة اجتماعية كبرى يجب على المجتمع أيضاً أن يضلع بمسؤولية احترام تراث الأسماء الجغرافية وضمان التخطيط لتسمية الأماكن الجديدة على نحو يكفل الحفاظ على أسماء الأماكن لتوفر الحماية للتراث الثقافي إزاء التغير السريع في المجتمع. فلقد قيل وكتب عن قيمة الأسماء الجغرافية وأهميتها في التوثيق التاريخي وأن الدراسات الإقليمية التي أجريت في العالم في مجال الأسماء الجغرافية تقدم صورة مفصلة ومتعددة الأوجه للوجود البشري في علاقته بعناصر البيئة المحيطة. وأنها تمثل مستودعاً للتاريخ الطبيعي والثقافي وجزء من تراثنا اللغوي ولهذا يجب علينا الالتزام على أوسع نطاق لحماية الأسماء الجغرافية والحفاظ عليها.
الهدف من توحيد الأسماء الجغرافية
الأسماء الجغرافية توجد في كل لغة من اللغات وأن الحاجة إلى تصنيف وتسمية المعالم هائلة التنوع التي يزخر بها العالم من حولنا فإن معظم اللغات المنطوقة تسمح ببعض التباين في أشكال الأسماء وتطبيقاتها على المشاهد الأرضية وهذا التباين ذو طابع معقد، مع أنه لا يسبب مشاكل كبيرة في الكلام المستعمل يوميا لأن الجمل لا الكلمات هي جوهر التفاهم في اللغة المنطوقة، ولكن عالم الخرائط يقتضي ( دقة البيان وعدم التباسه ) كما أنه لا يتساهل في تباين صيغ الاسم الواحد و أن الأسماء الجغرافية تنشأ عادة في إطار اللغة المنطوقة و لهذا يستوجب توحيد الأسماء الجغرافية لاستعمالها في إطار مختلف من أنواع نظم الاتصال. أي استعماله في صيغة رموز مرئية أو شكلية (كتابة) وتعني برامج التوحيد بالأشكال المكتوبة للأسماء بما فيها نوع الكتابة التهجئة وصيغ الكلمات وعلامات الكتابة واستعمال الحروف.
والأمر الذي لا يدركه البعض و حجم المقادير الضخمة من الوقت والمال الذي يُنفق على جهود تبذل لتحديد واستعمال الأسماء الجغرافية الصحيحة لأغراض الخرائط وهذه التكاليف والجهود تكون خافية، وعلى سبيل المثال تنفق هيئات رسم الخرائط قدراً كبيراً من الوقت ومن تكاليف الإنتاج على جمع أحدث التسميات وانتقائها وتوحيدها وتطبيقها. وكثيراً ما يقوم بهذا العمل وما يماثله، مكاتب وهيئات أخرى دون تنسيق وهذا يؤدي إلى الازدواج في الجهود وإنفاق الموارد والتضارب في استعمال الأسماء.
ان المعلومات المتعلقة بالأسماء الجغرافية الموحدة هي عنصر بالغ الأهمية لكفاءة تنمية الاقتصاد الوطنية ونشير إلى أنها الوسيلة المعتادة للدخول إلى الهياكل الأساسية للمعلومات الجغرافية والبيانات المكانية.
تعريف الاسم الجغرافية
الاسم الجغرافي هو اسم يطلق على معلم أرضي وهو أسم العلم (كلمة محددة – مجموعة محددة من الكلمات - تعبير محدد ) ويشير إلى مكان أو معلم معين أو منطقة معينة لها هويتها المميزة على سطح الأرض وفي سياق أوسع أيضاً يشمل أسماء المعالم الواقعة خارج كوكب الأرض مثل الأسماء التي تطلق على المعالم الموجودة على القمر والكواكب الأخرى.
الأسماء الجغرافية متنوعة الفوائد كما أن مجتمعنا العصري يعتمد على استعمال أسماء جغرافية موحدة حرصاً على الدقة والكفاءة في الإدارة والاتصال وتوفير في الوقت و المال وزيادة في كفاءة العمل على جميع المستويات سواء الحكومية، والصناعية، والتجارية، والتعليم، وبصفة خاصة في إنتاج الخرائط، وعمليات الدفاع المدني، تعداد السكان، الاتصالات بجميع أنواعها،
الحد من الكوارث، البحوث الثقافية والاجتماعية والعلمية والإعلامية.
فالمسميات الجغرافية موضوع يشد الانتباه ويثير الفضول لأن له علاقة بالمكان والزمان ومفهوم أن العالم قرية صغيرة، ومن المهم أن شعب أي دولة ينطبع لديه بالفطرة أن الأسماء الجغرافية جزءاً أساسي من تراثه الثقافي، كما أنها تزودنا برؤية ثاقبة ومتفحصة لما يدور حولنا سواء بالمكان أو الزمان.
وتشكل الأسماء الجغرافية قناة اتصال يمكن بواسطتها لأعضاء مجتمع معين يطلق عليهم عادة اسم جماعة لغوية كالقبيلة، ويتناقلوا الفكر فيما بينهم.
وإن الأمم المتحدة أولت الأهمية بإصدار القرارات المباشرة و غير المباشرة وخصوصاً القرار المتخذ في المؤتمر الثامن في برلين 2002 بالتأكيد على أهمية الأسماء الجغرافية باعتبارها جزء من تراث الأمم التاريخي والثقافي وحثت على أهمية الأسماء الجغرافية الموروثة بالنسبة للتراث والهوية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
الأسماء الجغرافية
يوجد الاسم الجغرافي عادة في إطار علاقة بمعلم جغرافي وإذا أصاب التغيير طابع هذا المعلم قد يتغير إسناد الاسم وهذه الوظيفة الهامة للأسماء الجغرافية تعني أنها تشكل أداة لغوية ضرورية يستعملها معظم الناس بصفة يومية ولكي تؤدي هذه الأداة وظيفتها على أحسن وجه في مجتمع تتزايد درجة تعقيده يتعين على السلطات المختصة بالأسماء الجغرافية أن تنظم عملية التسمية على سبيل المثال تحديد ماهية الاسم الذي يُختار وصيغته الموحدة والكيان الذي يطلق عليه.
و يعتبر تحديد العنوان المرجعي وظيفة تؤديها الأسماء الجغرافية وهي أساسية، إلا أن الأسماء الجغرافية شأنها من شأن العناصر اللغوية الأخرى تؤدي وظائف على مستويات عدة.
ومن أهم المستويات ما يلي :
- المعرفي ( تحديد هوية المعلم).
- العاطفي ويقصد به الأسماء المتصلة بأماكن تثير مشاعر طيبة أو سيئة عند الناس.
وجميع الناس يعيشون وسط معالم مسماة يألفونها ويشعرون بملكيتها، وفي الوقت نفسه يشاركون فئات أخرى في أسماء أخرى أكبر حجماً ويمكن توضيح ذلك بعرض بسيط لمستوياته الثلاثة.
- أسماء جغرافية يتشارك فيها الناس في إطار مجتمع محلي صغير.
- أسماء جغرافية يتشارك فيها مجتمعان من المجتمعات المحلية الصغيرة.
- أسماء جغرافية يتشارك فيها كثير من المجتمعات أو معظمها.
فالناس المنتمين إلى مجتمع محلي واحد أو نفس الجماعة اللغوية يكونون معتادون على نفس الأسماء ويشعرون بالارتباط بها.
أما الناس في المجتمعات المتعددة اللغات يستعمل السكان الناطقون بلغات مختلفة أسماء مختلفة، وهذه الأسماء لا تمثل مجموعة من العناوين المرجعية فحسب بل تشكل جزءاً من الهوية اللغوية و المحلية، وأن الأسماء الجغرافية تمثل من خلال صلتها الوثيقة باللهجات قيمة إنسانية.
أهمية تسمية المعالم الجغرافية
إن عملية تسمية الكيانات الجغرافية عادة ما تكون التسمية (التلقائية أو الشعبية )، ومعظم الأسماء الجغرافية المستعملة حالياً ناتجة عن عملية صوغ للمعنى في شكل كلمة تبدأ بوصف الشيء موضع التسمية، ويتطور عادة الاسم الجغرافي من صيغة التعبير الوصفي إلى صيغة اسم العلم، كما تخضع عملية التسمية لأسلوب القياس أي الاسم الجديد يصاغ على نمط أسماء أخرى مألوفة لدى من يطلق التسمية.
أما الطريقة الأخرى لإطلاق الأسماء الجغرافية وهي نقل الأسماء الحالية إلى كيانات جديدة من أجل مضاهاتها بالمكان الأصلي أو تخليد ذكراه، وهذه عملية تسمية مخطط لها ولكنها جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي للمجتمع، فالأسماء الجغرافية تمثل جزء حيوياً من التراث الثقافي للأمم ومن الضروري معاملتها على هذا الأساس.
وأن من مصادر الدعم لها:
التوثيق التاريخي ومن خلاله تصاغ العديد من الأسماء الجغرافية عن طريق وصف جوانب من المواقع أو المعالم.
تشكل الأسماء الجغرافية لمنطقة معينة جزء لا يتجزأ من اللغة والتاريخ المحليين.
تشكل الأسماء الجغرافية حلقة الوصل التي تربط بين الأفراد ومحيطهم الجغرافي، وبهذا تشكل جزء من هوية السكان المحليين.
ويمكن القول أن الأسماء الجغرافية تمثل أقدم جانب من الجوانب الحية للتراث الثقافي من حيث توارث الأجيال، ولا يزال العديد من الأسماء التي استعملتها الشعوب الأصلية قائماً كشاهد على وجود حضارات سابقة وفي كثير من الحالات تشكل الأسماء الجغرافية العناصر المتبقية الوحيدة من اللغات التي اندثرت،ولو أخذنا بالاعتبار أن العديد من الأسماء الجغرافية صيغت كوصف لمنطقة معينة أو مكان معين يتضح لنا أننا نتعامل مع مادة ذات قيمة تاريخية.