Loading...

كلمة رئيس الشعبة

كلمة رئيس الشعبة

إن الأسماء الجغرافية تشكل إرثا ثقافيا للشعوب، وهوية كاملة للمدن والقرى والمعالم الأثرية والدينية والتاريخية ، فهي المعطيات الأساسية التي نحتاجها لتعريف الأماكن وتمييزها عن غيرها في مختلف أنحاء المعمورة، وهذه الأسماء على درجةٍ  كبيرةٍ من الأهمية، إذْ أنها تمثل الهوية والإرث الثقافي والاجتماعي والحضاري، وهي التي ننفتح بها على العالم من حولنا ونتفاعل معه حضارياً.

وتعد الأسماء الجغرافية عنصراً أساسيا من عناصر البنية الأساسية للبيانات المكانية لأي بلد، وتستعمل أحيانا كنقطة دخول إلى قواعد البيانات الأخرى ذات المرجعية الجغرافية وتشكل أيضا محوراً أساسيا في الحماية وحفظ حقوق الوطن، خاصة وأن الأسماء الجغرافية تدخل في مختلف المجالات كإنتاج الخرائط والأطالس والتخطيط العمراني إلى جانب الاحصائيات وغيرها من المجالات التنظيمية والتخطيطية والأمنية فهي تعكس الثقافة والتراث العربي.

ولأهمية الأسماء الجغرافية فقد أولت الأمم المتحدة اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع منذ العام 1959م، فأنشأت المجموعة العالمية لخبراء الأسماء الجغرافية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ثم انبثقت منها العديد من الشعب، ومنها الشعبة العربية والتي تبلورت في مؤتمرها الأول عام 1971 م، وتولي الاهتمام من الدول العربية في هذا المجال بانضمامها إلى الشعبة العربية وإنشاء هيئات أو لجان وطنية تعنى بالأسماء الجغرافية.

وهكذا فإن الشعبة العربية لخبراء الأسماء الجغرافية تحرص في الحفاظ على الأسماء الجغرافية بماضيها وحاضرها ومستقبلها كإرث ثقافي حضاري أساسياً لشعوبنا وبلداننا العربية، فضلاً عن توحيد الأسماء الجغرافية على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، لا سيما وأن الشعبة كل عامين تنظم مؤتمراً متخصصاً بالأسماء الجغرافية وتحرصَ من خلال هذه المؤتمرات على دعوة علماءَ وباحثينَ مختصينَ في مجال مصادرَ الأسماءَ وتاريخها ومعانيها، وآخرين مختصين باللغة العربية والصوتيات والعلوم الجغرافية، لما يعود بالنفع بأهميةَ وجود أسماء موحدةَ الكتابة بالأحرف العربية وما يقابلها في أبجدية الرومنة، ووجودِ أُسسٍ وقواعدَ معتمدة لهذا الأمر.

والله ولي التوفيق،،

رئيس الشعبة العربية لخبراء الأسماء الجغرافية

المهندس معمر كامل حدادين